top of page
بحث
صورة الكاتبد.فريد الغامدي

اضطرابات الغُدَّة اللعابية




تقوم الغدد اللعابية بإنتاج اللعاب الذي يرطب الطعام لتسهيل بلعه، ويحتوي على إنزيمات (بروتينات) للمساعدة على تفتيت الطعام لكي يسهل هضمه.يمكن أن تتعطل وظائف الغدد اللعابية، أو تصاب بالعدوى، أو تسدها الحصيات التي تتشكل في قنواتها.يؤدي تعطل وظائف الغدد اللعابية إلى انخفاض إنتاج اللعاب، وهو ما يؤدي إلى جفاف الفم وتسوس الأسنان.تُسبب الغدد اللعابية المصابة بالعدوى أو المسدودة الألمَ.يمكن قياس تدفق اللعاب، ويمكن للطبيب أخذ خزعة من أنسجة الغُدَّة اللعابية.من الممكن أحيانًا إزالة الانسداد في الأقنية الصادرة عن الغدد اللعابية، وقد يحتاج بعض المرضى إلى استخدام بدائل اللعاب.(انظر أيضًا جفاف الفم.)هناك ثلاثة أزواج رئيسية من الغدد اللعابية في الفم:


الغدتان النكفيتان، وهما أكبر زوج من الغدد اللعابية، توجد الغُدَّة النكفية خلف زاوية الفك السفلي، إلى أسفل وأمام الأذن.


تتوضع الغدتان تحت اللسانإلى أسفل وجانبي اللسان


تتوضع الغدتان تحت الفك السفلي إلى أسفل وجانبي الفك السفليب

الإضافة إلى هذه الغدد الرئيسية، تتوزع العديد من الغدد اللعابية الصغيرة في جميع أنحاء الفم.تقوم جميع الغدد بإنتاج اللعاب، وتساعد في تفكيك الطَّعَام كجزء من العملية الهضمية.


تحديد مواقع الغدد اللعابية الرئيسية

تؤثر العديد من أنواع الاضطرابات في الغدد اللعابية:

قصور الغُدَّة اللعابية

حصيات الغُدَّة اللعابية

عدوى الغُدَّة اللعابية

تورم الغُدَّة اللعابية



قصور الغُدَّة اللعابية

يكون قصور الغُدَّة اللعابية أكثر شُيُوعًا عند البالغين، ويؤدي إلى تراجع إنتاج اللعاب بشكل كبير.عندما يكون تدفق اللعاب قليلًا أو معدوماً، يُصاب الفم بالجفاف.تُسمى هذه الحالة بجفاف الفم.تُقلل بعض الحالات الطبية من إنتاج اللعاب، مثل:الأمراض، مثل مُتلازمة شوغرن، و التهاب المَفاصِل الروماتويدي، و الذئبة(الذئبة الحمامية الجهازية)العدوى، مثل عدوى فيروس العوز المناعي البشري (HIV)الأدوية، مثل بعض أنواع مضادَّات الاكتئاب، ومضادَّات الهيستامين، ومضادَّات الذهان، والأدوية المُضادَّة للباركنسون، والمهدئات، والميثيل دوبا، ومدرات البول، ومستحضرات الميثامفيتامين المحظورةالعلاج الكيميائي أو الشعاعي للرأس والرقبة بهدف علاج السرطان، أو استخدام اليود المشع لعلاج سرطان الغُدَّة الدرقيةغالبًا ما يكون جفاف الفم الناجم عن التعرض للأشعة مستديمًا، وخاصة إذا كانت جرعة الأشعَّة عالية.أما جفاف الفم الناجم عن العلاج الكيميائي فغالبًا ما يكون مؤقتاً.ولكن، ليس من الضروري أن تنجم جميع حالات جفاف الفم عن قصور في الغدد اللعابية.فعلى سبيل المثال، قد ينجم جفاف الفم عن شرب كميات قليلة جدًّا من السوائل التنفُّس من خلال الفمالقلق أو الإجهادقد ينجم جفاف الفم أيضًا عن التقدم في العمر، على الرغم من أنه في مثل هذه الحالات يكون ناجمًا عن تناول كميات أكبر من الأدوية التي تُسبب جفاف الفم، وليس عن الشيخوخة بحد ذاتها.وبما أن اللعاب يؤمن حماية طبيعية كبيرة ضد تسوس الأسنان، فإن تناقص كميات اللعاب سيؤدي حتماً إلى مزيد من نخور الأسنان، وخاصة في جذورها.كما يمكن في الحالات الشديدة من جفاف الفم، أن يعاني المريض من صعوبة في الكلام والبلع.يمكن في حالات نادرة، أن تُفرز الغدد اللعابية كميات زائدة من اللعاب.عادة ما تدوم زيادة إنتاج اللعاب لفترة قصيرة جدًّا، وذلك كاستجابة لتناول بعض الأطعمة، مثل الأطعمة الحامضة.وفي بعض الأحيان يمكن لمجرد التفكير في تناول هذه الأطعمة أن يؤدي إلى إنتاج المزيد من اللعاب.

حصيات الغُدَّة اللعابية

يمكن أن تتشكل الحصيات من الأملاح الموجودة في اللعاب.يزداد احتمال تشكل الحصيات بشكل خاص عندما يعاني الشخص من التجفاف أو يتناول أَدوية تقلل إنتاج اللعاب.يكون المصابون بداء النقرس أكثر عرضة أيضًا للإصابة بالحصيات اللعابية.تكون حصيات الغدد اللعابية أكثر شُيُوعًا بين البالغين.وفي حوالى 25٪ من الحالات لا تقتصر الإصابة على حصية واحدة.يمكن للحصيات اللعابية أن تُسبب مشاكل عندما تنسد القناة التي تحمل اللعاب من الغُدَّة إلى الفم.يؤدي انسداد الأٌقنية اللعابية إلى احتباس اللعاب داخل القناة، ممَّا يَتسبَّب بتضخم الغُدَّة اللعابية بشكل مؤلم.يمكن أن تنتقل العدوى إلى القناة المسدودة والغُدَّة اللعابية التي تجمع فيها اللعاب الراكد.تتضمن الأعراض النموذجية لانسداد القناة اللعابية كلاً من التورم والألم في الغُدَّة اللعابية المتصلة بها.يتفاقم الألم والتورم بعد تناول الطعام، خاصة عندما يأكل المرضى شيئًا يحفز تدفق اللعاب (مثل المخلل أو عصير الليمون)، لأن انسداد القناة يعني عدم قدرة اللعاب على الخروج منها، وبالتالي تضخم الغدة.قد يتراجع التورم بعد بضع ساعات، وقد تُحرر القناة دفقة من اللعاب.يمكن لبعض الحصيات ألا تسبب أية أعراض.

عدوى الغُدَّة اللعابية

تحدث معظم حالات العدوى في الغدد اللعابية عند المرضى الذين يعانون من وجود ما يمنع تدفق اللعاب (مثل الحصيات) أو الذين يعانون من قلة تدفق اللعاب.تكون العدوى أكثر شُيُوعًا في الغُدَّة النكفية، وعادة ما تحدث عند المرضى في الخمسينيات أو الستينيات من العمرالذين يعانون من أمراض مزمنة وجفاف في الفم الذين يعانون من مُتلازمة شوغرنالذين خضعوا سابقًا لعلاج شعاعي في منطقة الفم، أو علاج باليود المشع لسرطان الغُدَّة الدرقية يؤثر النكاف (وهو عدوى فيروسية) في الغدة النكفية، كما يؤثر أيضًا في أجزاء أخرى من الجسم.يحدُث النكاف بشكل رئيسي عند الأشخاص الذين لم يحصلوا على لقاح النُّكاف.كما يكون المراهقون والشباب الذين يعانون من نَقص الشَّهية عرضة أيضًا لهذه العدوى.غالبًا ما تنجم العدوى عن بكتيريا العنقودية الذهبية Staphylococcus aureus.يعاني المصابون بعدوى بكتيرية في الغدة اللعابية من حمى، وقشعريرة، وألم وتورم على جانب الوجه الذي توجد فيه الغدة المصابة.ويصبح الجلد فوق الغدة المصابة أحمرًا ومتورمًا.قد يتشكل تجمع قيحي ضمن الغُدَّة في بعض الأحيان، وتخرج كمية صغيرة من القيح من قناة الغدة.


تورم الغُدَّة اللعابية

كثيراً ما ينجم تورم الغُدَّة اللعابية الرئيسية (النكفية) عن النكاف الطفلي، أو أنواع محددة من العدوى البكتيرية (مثل عدوى الأسنان أو اللوزتين)، أو بعض الأمراض التي تُصيب البالغين بشكل أكبر (مثل الإيدز، أو مُتلازمة شوغرن، أو داء السكَّري، أو الساركويد، أو فرط الشهية للطعام.يمكن أن ينجم التورم أيضًا عن الأورام السرطانية (الخبيثة) أو غير السرطانية (الحميدة) في الغدد اللعابية.غالبًا ما يكون التورم الناجم عن الإصابة بورم أكثر صلابةً من التورم الناجم عن الإصابة بعدوى.إذا كان الورم سرطانيًا، فقد يشعر المريض بتصلب الغُدَّة اللعابية وكأنها حجرة قاسية، وقد تلتصق بقوة إلى الأنسجة المحيطة بها ( انظر سرطان الفم والحلق).تكون معظم الأورام غير السرطانية قابلة للعلاج.على سبيل المثال، يمكن لإصابة الشفة السفلى - جراء العض عليها بشكل عَرَضي - أن تُلحق الضرر بأي من الغدد اللعابية الصغيرة الموجودة فيها وتعيق بالتالي تدفق اللعاب.ونتيجة لذلك، قد تتضخم الغُدَّة المصابة وتشكل كتلة صغيرة لينة (قيلة مخاطية mucocele) تبدو مزرقة.عادة ما تختفي الكتلة من تلقاء ذاتها في غضون بضعة أسابيع إلى أشهر.


التَّشخيص

إجراء خزعة

التنظير الداخلي

التصوير الشعاعي

في حالات العدوى، الزرع المخبري لعينة من القيح الذي يخرج من قناة الغدة اللعابية


لا تتوفر حتى الآن اختبارات جيدة لقياس إنتاج اللعاب.ولكن، يمكن الضغط على الغدد اللعابية، مما يؤدي إلى عصرها، ومراقبة تدفق اللعاب من الأقنية اللعابية.يجري تشخيص التورم الناجم عن انسداد القناة اللعابية من خلال الارتباط بين حدوث الألم وتناول طعام أو شراب يحفز سيلان اللعاب.لتشخيص الأَسبَاب الأخرى للتورم، قد يقوم طبيب الأسنان أو الطبيب العام بإجراء خزعة للحصول على عَيِّنَة من أنسجة الغُدَّة اللعابية وفحصها تحت المجهر.يمكن تحديد الأَسبَاب الأخرى للانسداد من خلال التقنيات الحديثة التي تستخدم أنابيب عرض صغيرة جدًّا (مناظير) يمكن إدخالها في أقنية الغدد اللعابية.إذا لم يتمكن الطبيب من وَضع التَّشخيص في أثناء الفَحص السَّريري، فقد يلجأ إلى التصوير الشعاعي، مثل التصوير المقطعي المحوسب CT، أو التصوير بتخطيط الصدى، أو تصوير القناة اللعابية sialography.وتصوير القناة اللعابية (سيالوغرافي) هو نوع من التصوير بالأشعَّة السِّينية الذي يُجرى بعد حقن مادة ظليلة (مرئية على الأشعَّة السِّينية) في الغدد والأقنية اللعابية.عند الاشتباه بوجود عدوى، فإن الطبيب يتحرى أدلة وجود الالتهاب على الصور الشعاعية، مثل التصوير المقطعي المحوسب، أو التصوير بالأمواج فوق الصوتية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي.إذا تمكن الطبيب من عصر القيح من قناة الغُدَّة المصابة، فينبغي زرع عينة من القيح مخبريًا (تُرسل العينة إلى المختبر في محاولة لزرعة البكتيريا).


المُعالجَة

بالنسبة لجفاف الفم، فينبغي على المريض الالتزام بالعناية بنظافة أسنانه، وقد يتطلب الأمر تناول بعض الأدوية أحيانًاأما بالنسبة للحصيات اللعابية، فيمكن تناول مسكنات الألم، والإكثار من شرب السوائل، أو القيام بإجراءات جراحيةوتعالج العدوى بالمضادَّات الحيوية والتدابير الجسديةأما التورم، فيُعالج بطرق مختلفة، بما في ذلك الجراحة



ينبغي على المرضى المصابين بجفاف الفم القيام بما يلي


تجنب الأدوية التي تقلل من إنتاج اللعاب

ارتشاف السوائل على مدار اليوم

تنظيف الأسنان باستخدام الفرشاة والخيط بانتظام

استخدام الغسول الفموية الحاوية على الفلوريد

زيارة طبيب الأسنان لفحص وتنظيف الأسنان كل 3 إلى 4 أشهر

يمكن في بعض الأحيان استعمال سوائل بديلة للعاب تحتوي على كربوكسي ميثيل سيلولوز carboxymethylcellulose كغسول فموي

يمكن في بعض الأحيان مضغ العلكة الخالية من السكر أو مص أقراص الكسايليت

ولقد يطلب بعض أطباء الأسنان من المرضى ارتداء واقٍ بلاستيكي للأسنان تُوضع ضمنه مادة هلامية حاوية على الفلوريد في أثناء الليل للوقاية من نخر الأسنان الناجم عن جفاف الفم.يمكن للأدوية التي تزيد من إنتاج اللعاب، مثل سيفيميلين أو بيلوكاربين، أن تساعد على تخفيف الأَعرَاض.ولكن قد لاتفيد هذه الأدوية عندما تتضرر الغدد اللعابية بسبب الإشعاع.بالنسبة لحصيات الغدد اللعابية فيمكن تناول مسكنات الألم، أو شرب المزيد من السوائل، أو تدليك الغدد اللعابية، أو تطبيق الكمادات الدافئة، أو تحفيز تدفق اللعاب عن طريق تناول عصير الليمون أو السكاكر الحمضية، أو مزيج من ذلك كله.إذا لم تخرج الحصاة من تلقاء نفسها، فقد يلجأ طبيب الأسنان أحيانًا إلى دفع الحصاة من خلال الضغط على جانبي القناة.إذا فشل ذلك، فيمكن استخدام أداة دقيقة تشبه الأسلاك لسحب الحصاة.والملاذ الأخير هو استئصال الحصاة جراحيًا أو من خلال منظار.

في حال الإصابة بعدوى الغُدَّة اللعابية يمكن للطبيب وصف المضادَّات الحيوية، وينبغي على المريض تدليك الغدد يدوياً وتطبيق الكمادات الدافئة فوقها.من الضروري تفجير خراج الغُدَّة اللعابية وتصريف القيح.كما إنه من الضروري تناول الماء باستمرار، وتحفيز إنتاج اللعاب باستخدام عصير الليمون والحلوى الصلبة، والعناية الجيدة بنظافة الفم.


يُعالج تورم الغُدَّة اللعابية بحسب العامل المسبب.يمكن إستئصال القيلة المخاطية جِراحيًا إذا لم تتلاشى من تلقاء نفسها وسببت الإزعاج للمريض.وبشكل مماثل، يمكن استئصال جميع الأورام اللعابية جراحيًا، سواءً كانت خبية أو غير خبيثة.

مشاهدتان (٢)٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comentarios

Obtuvo 0 de 5 estrellas.
Aún no hay calificaciones

Agrega una calificación
bottom of page