top of page
بحث
صورة الكاتبد.فريد الغامدي

نقص السمع المفاجئ

تشير الإحصائيات العالمية إلى أن حَوالى نصف مليار شخص (8 ٪ من سكان العالم) يعانون من نقص السمع.يعاني أكثر من 10٪ من المرضى في الولايات المتحدة من درجات معينة من نقص السمع الذي يُؤثِّر في حياتهم اليومية، مما يجعلها من الاضطرابات الحسية الأكثر شُيُوعًا.يزداد معدل الإصابة بفقدان السمع مع التقدم في السن.على الرغم من أن أقل من 2٪ من الأطفال دون سن 18 يعانون من نقص السمع الدائم، إلا أن نقص السمع خلال مرحلة الرضاعة والطفولة المبكرة قد يلحق ضررًا بالغاً بتطور المهارات اللغوية والاجتماعية عند الطفل.ويعاني أكثر من ثلث الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا وأكثر من نصف الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عامًا من الصمم.

تتطور معظم حالات نقص السمع ببطء مع مرور الوقت.ومع ذلك، فإن نقص السمع المفاجئ يحدث لدى نَحو 1 من أصل كل 5,000 إلى 10,000 شخص كل عام في الولايات المتحدة.

(انظر أيضًا بيولوجيا الأذنين.)

الأسباب

هناك العديد من الأسباب لضعف السمع (انظر جدول بعض أسباب وخصائص ضعف السمع).يمكن أن تتأثر عدة أجزاء مختلفة من المسار السمعي، ويُصنف فقدان السمع إلى توصيلي، وحسي عصبي، ومختلطة، وذلك اعتمادا على جزء المسار السمعي المصاب.يحدث نقص السمع التوصيلي عندما يحول شيء من وصول الصوت إلى البنى الحسية في الأذن الداخلية.قد تكون المشكلة في القناة السمعية الخارجية، أو في طبلة الأذن (غشاء الطبل)، أو في الأذن الوسطى.يحدث نقص السمع الحسي العصبي عندما يصل الصوت إلى الأذن الداخلية دون أن تتحول الاهتزازات الصوتية إلى إشارات عصبية (نقص حسي)، أو دون أن تتنقل الإشارات العصبية إلى الدماغ (نقص عصبي).من الضروري التمييز بين نقص السمع الحسي والعصبي، لأن نقص السمع الحسي يكون قابلًا للعلاج في بعض الأحيان، ونادرًا ما يهدد الحياة.أما نقص السمع العصبي فنادرًا ما يتعافى، وقد يكون ناجمًا عن حالة مهددة للحياة، مثل ورم دماغي (عادة ما يكون ورم الزاوية المخيخية الجسرية cerebellopontine angle tumor).وهناك نوع إضافي من ضعف السمع الحسي العصبي يسمى اضطراب طيف الاعتلال العصبي السمعي، ويحدث عندما يمكن للأذن الكشف عن الصوت ولكن لا تُرسل الإشارة العصبية بشكل صحيح إلى الدماغ.أما فقدان السمع المختلط فينجم عن فقدان السمع التوصيلي والحسي والعصبي معًا.وينتج هذا النوع من فقدان السمع عن إصابة شديدة في الرأس أو عدوى مزمنة أو واحدة من الاضطرابات الوراثيَّة النادرة.

الأَسبَاب الشائعة لنقص السمع

بشكل عام، فإن الأَسبَاب الأكثر شُيُوعًا لفقدان السمع هي:تراكم الشمع في الأذن (الصملاخ)الضجيجالشيخوخةعدوى الأذن (وخاصة عند الأطفال والشباب)يُعد تراكم الشمع في الأذن السبب الأكثر شُيُوعًا لنقص السمع القابل للعلاج، وخاصة عند كبار السن.يمكن للضجيج أن يسبب نقص السمع الحسي العصبي المفاجئ أو التدريجي.أما سماع صوت قوي واحد (مثل صوت انفجار أو طلق ناري عن قرب) فقد يُسبب نقص السمع المفاجئ، وهو ما يُعرف باسم الصدمة الصوتية.كما يمكن أن تتطور إصابة بالطنين tinnitus عند بعض المرضى المصابين بالصدمة الصوتية.غالبًا ما يتعافى نقص السمع الناجم عن الصدمة الصوتية في غضون يوم واحد (ما لم تُلحق الصدمة الصوتية ضررًا بالغاً بغشاء الطبل أو الأذن الوسطى)، على الرغم من بقاء ضرر محدود في الأذن الداخلية قد يُسرع لاحقًا من حدوث ضعف السمع المرتبط بالتقدم بالعمر.ولكن معظم حالات نقص السمع الناجم عن الضجيج تنجم عن التعرض المزمن للضجيج أو الأصوات المرتفعة.يمكن لأصوات الضجيج التي تزيد قوتها عن 85 ديسيبل أن تسبب نقص السمع إذا استمر التعرض لها لفترة كافية.على الرغم من أن مقاومة الناس لنقص السمع الناجم عن الضجيج تتفاوت فيما بينهم، إلا أنه من المتوقع أن يُصاب كل شخص بدرجة معينة من نقص السمع إذا تعرض للضجيج المرتفع بشكل مستمر.تُعد كل من الشيخوخة والتعرض المزمن لأصوات الضجيج بالإضافة إلى العَوامِل الوراثيَّة، من عوامل الخطر الشائعة لنقص السمع.يحد نقص السمع المرتبط بالعمر (الصمم الشيخوخي) presbycusis من قدرة المريض على سماع الترددات الصوتية العالية أكثر من الترددات الصوتية المنخفضة.تُعد عدوى الأذن سبباً شائعًا لنقص السمع المؤقت الخفيف إلى المتوسط (لاسيَّما عند الأطفال).ويستعيد معظم الأطفال القدرة على السمع الطبيعي في غضون 3 إلى 4 أسابيع بعد التعافي من عدوى الأذن، إلا أن بعضهم يعاني من نقص دائم للسمع.يزداد خطر نقص السمع الدائم عند الأطفال الذين يعانون من تكرار الإصابة بالعدوى في الأذن.

الأَسبَاب الأقل شيوعًا

تتضمن الأَسبَاب الأقل شُيُوعًا كلاً مما يلي:اضطرابات المناعة الذاتيةالاضطرابات الوراثيَّةالأدوية التي تلحق الضرر بالأذن { الأدوية السامة للأذن)الإصاباتالأورام


التقييم

يمكن للمعلومات التالية أن تساعد المرضى على تحديد مدى الحاجة لزيارَة الطَّبيب، وتوقع ما الذي سوف يحدث في أثناء التقييم.

العَلامات التحذيريَّة

يمكن لبعض الأعراض والخصائص أن تكون مدعاة للقلق عند الأشخاص الذين يعانون من نقص السمع.وتشتمل على

نقص السمع في أذن واحدة فقط

أية مشاكل عصبية (مثل صعوبة المضغ أو الكلام، أو الإحساس بالخدر في الوجه، أو الإحساس بدوخة، أو فقدان التوازن)

متى ينبغي زيارة الطبيب

ينبغي على المرضى الذين تظهر لديهم أي من العلامات التحذيرية مراجعة الطبيب على الفور.أما المرضى الذين يعانون من نقص السمع دون أن تظهر لديهم أي من العلامات التحذير فينبغي عليهم زيارة الطبيب في أسرع وقت ممكن.

وبما أن المرضى قد لا يلاحظون النقص التدريجي في السمع، فقد يوصي الأطباء بإجراء اختبارات روتينية للسمع عند الأطفال وكبار السن.ينبغي أن يبدأ فحص السمع عند الأطفال منذ الولادة، حيث إنه من الضروري اكتشاف حالات العجز السمعي ومعالجتها قبل أن تؤثر على تطور اللغة.كما يتحرى الأطباء بشكل روتيني عن قوة السمع عند كبار السن من خلال طرح أسئلة محددة حول قدرتهم على السمع في حالات معينة.يُعد هذا الفحص مهماً لأن بعض حالات فقدان السمع عند كبار السن قد تبقى دون تشخيص في حين أن علاجها ممكن ومتاح.

ما الذي سيقومُ به الطبيب

سوف يقوم الطبيب في البداية بتوجيه بضعة أسئلة للاستفسار عن أعراض المريض وتاريخه الطبي.ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحص السريري.من شأن ما يجده الطبيب في أثناء الفَحص السَّريري وتحري التاريخ الطبي للمريض أن يساعد على تشخيص سبب نقص السمع، وتحديد الاختبارات التي قد يحتاج المريض لإجرائها، بما في ذلك التخطيط السمعي، والتصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي (إذا لزم الأمر).

كما قد يسأل الطبيب عن تاريخ حدوث نقص السمع، وما إذا كان في أذن واحدة أو في كلا الأذنين، وما إذا كان قد تلى أيّة حادثة معينة (مثل التعرض لإصابة في الرأس، أو التغير المفاجئ في ضغط الهواء، أو البدء بتناول دواء معين).ومن المهم أيضًا أن يتحرى الطبيب ما يلي:

الأعراض الأذنية، مثل الألم أو حس الامتلاء، أو سماع صوت رنين في الأذن { طنين الأذن)، أو خروج مفرزات من الأذن

أعراض فقدان التوازن، مثل عدم القدرة على السير في الظلام أو الإحساس الكاذب بالدوران أو الحركة (دوار)

الأَعرَاض العصبية، مثل الصُّدَاع، والضعف الوجهي، أو تبدل الإحساس بالذوق

تتضمن الأعراض الهامة عند الأطفال تأخر النطق وتدني المهارات اللغوية وتأخر التطور الحركي.

سيقوم الطبيب باستقصاء التاريخ الطبي للمريض وتحري وجود اضطرابات قد تسبب نقص السمع، مثل العدوى المتكررة في الأذن، أو التعرض المزمن لأصوات الضجيج المرتفعة، أو التعرض لإصابة في الرأس، أو اضطرابات المناعة الذاتية مثل التهاب المَفاصِل الروماتويدي و الذئبة الحمامية الجهازية.وسوف يتحرى الطبيب ما إذا كان لدى المريض تاريخ عائلي للإصابة بنقص السمع.كما سيسأل الطبيب ما إذا كان المريض يتناول أَدوِيَة يمكن أن تُلحق الضرر بالأذن (الأدوية السامة للأذن).بالنسبة للأطفال الصغار، سوف يقوم الطبيب بمراجعة سجلات الولادة لمعرفة ما إذا حدثت أية مُضَاعَفات أو إصابات قبل أو أثناء الولادة.

سوف يركز الفَحص السَّريري على فحص الأذنين وحالة السمع والفحص العصبي.يقوم الطبيب بفحص الأذن الخارجية لتحري وجود ما يسد القناة السمعية، أو وجود عدوى أو تشوهات ولادية، أو غيرها من الشذوذات المرئية.يقوم الطبيب بفحص طبلة الأذن لتحري أي تمزق فيها، أو خروج لمفرزات، أو وجود علامات تشير إلى عدوى حادة أو مزمنة.غالبًا ما يقوم الطبيب بإجراء عدة اختبارات باستخدام الشوكة الرنانة tuning fork للتمييز بين نقص السمع الموصل ونقص السمع الحسي العصبي.


 

الاختبارات


تتضمن الاختبارات كلًا من

الاختبارات السمعية

في بعض الأحيان التصوير بالرنين المغناطيسي MRI أو التصوير المقطعي المحوسب CT

يلجأ الأطباء إلى الاختبارات السمعية عند جميع الأشخاص الذين يعانون من نقص السمع.تساعد الاختبارات السمعية الطبيب على تحديد نوع نقص السمع، وتحديد الاختبارات الإضافية التي قد يحتاج المريض لإجرائها.

يُعد قياس السمع الخطوة الأولى في الاختبار السمعي.في هذا الاختبار، يرتدي الشخص سماعات رأس تُصدر أصوات نغمات بترددات (pitch) ودرجات ارتفاع (loudness) مختلفة، في أذن واحدة أو في كلتا الأذنين.یشیر بيده الموافقة للأذن عند سماع صوت نغمة فيها.يُحدد الاختبار لكل طبقة صوتية pitch أدنى نغمة يمكن للشخص سماعها في كل أذن.تُقارن النتائج مع القيم القياسية للسمع الطبيعي.وبما أن النغمات المرتفعة التي تُختبر بها أذن واحدة قد يكون من الممكن سماعها أيضًا من قبل الأذن الأخرى، فيَجرِي إصدار صوت آخر غير نغمة الاختبار (ضجيج رتيب) في الأذن التي لا يُختبر سمعها.

تُجرى اختبارات الشوكة الرنانة tuning fork في بعض الأحيان خلال الزيارة الأولى للمريض إلى الطبيب العام، أما الأطباء المختصين أو اختصاصيي علم السمع فغالبًا ما تكون لديهم طرق أكثر دقة لتقييم السمع.تساعد اختبارات الشوكة الرنانة على التمييز بين نقص السمع التوصيلي ونقص السمع الحسي العصبي.يفيد اختبار رينيه Rinne test بمقارنة قدرة الشخص على سماع الشخص الأصوات التي تنتقل في الهواء مع قدرته على سماع الأصوات التي تنقلها عظام الجمجمة.ولقياس السمع الذي يجري توصيله بالهواء، تُوضع الشوكة الرنانة بالقرب من الأذن.أما لقياس السمع الذي يجري توصيله عن طريق العظام، فتُوضع قاعدة شوكة رنانة هزازة بمواجهة الرأس بحيث يتجاوز الصوت الأذن الوسطى ويذهب مباشرة إلى الخلايا العصبية في الأذن الداخلية.إذا كانت قدرة المريض على سماع الصوت الموصل بالهواء متدنية، في حين كانت قدرته على سماع الصوت الموصل بالعظام طبيعية، فيشير ذلك إلى أن نقص السمع لديه من النوع التوصيلي.أما إذا كانت قدرة المريض على سماع كلا النوعين من الأصوات متدنية، فيشير ذلك إلى أن نقص السمع هو من النوع الحسي العصبي أو المختلط.قد يحتاج المرضى الذين يعانون من نقص السمع الحسي العصبي إلى مزيد من التقييم والفحوص للتحري عن حالات مرضية أخرى، مثل داء مينيير أو أورام الدماغ.تُوضع ساق الشوكة الرنانة في اختبار ويبر على على أعلى ووسط الرأس.يشير المريض إلى الأذن التي تكون فيها النغمة أعلى.في نقص السمع التوصيلي من جانب واحد، تكون النغمة أعلى في الأذن المصابة بنقص السمع.أما في نقص السمع الحسي العصبي من جانب واحد، فتكون النغمة أعلى في الأذن السليمة، وذلك لأن الشوكة الرنانة تحفز كلتا الأذنين الداخليتين بشكل متساوٍ، ويسمع المريض الصوت المحفز بالأذن غير المصابة.

يقيس اختبار قياس السمع درجة الارتفاع التي ينبغي التحدث بها لكي يفهم الشخص الكلام.يستمع الشخص إلى سلسلة من الكلمات ذات المقطعين والتي لها نفس الوزن أو الإيقاع الصوتي، مثل "فاعل"، "ساجد"، و "ماهر" مع إصدارها بدرجات ارتفاع متباينة.يجري تسجيل درجة ارتفاع الصوت التي استطاع الشخص عندها تكرار نصف الكلمات التي يسمعها بشكل صحيح.

ويشير مصطلح التمييز discrimination إلى قدرة الشخص على سماع الفوارق بين الكلمات التي تبدو مشابهة، ويُجرى الاختبار من خلال تقديم أزواج من الكلمات ذات المقطع الواحد والمتشابهة.تُعرَّف درجة التمييز discrimination score بأنها نسبة الكلمات التي تمكن الشخص من تكرارها بشكل صحيح.عادةً ما تكون درجة التمييز طبيعية عند المرضى المصابين بنقص السمع التوصيلي، حتى وإن كانت بدرجات الصوت الأعلى.أما المرضى الذين يعانون من نقص السمع الحسي العصبي فقد تكون درجة التمييز لديهم أقل في جميع مستويات الارتفاع الصوتي.قد يختبر الأطباء في بعض الأحيان قدرة المرضى على التعرف على الكلمات ضمن جمل كاملة.يساعد هذا الاختبار على تحديد الأشخاص الذين لا يحققون نتائج مقبولة حتى عند استخدام الأجهزة المساعدة على السمع، وبالتالي قد يكونون مرشحين لزراعة أجهزة سمعية.


يفيد اختبار قياس الطبل في تحري قدرة الأصوات على المرور عبر طبلة الأذن والأذن الوسطى.لا يتطلب هذا الاختبار التركيز المطلق من الشخص الذي يجري اختباره، ويستخدم عادة عند الأطفال.يجري وضع جهاز يحتوي على ميكروفون ومصدر صوت بشكل مريح في القناة السمعية، فترتد الموجات الصوتية عن طبلة الأذن مع تباين مستويات الضغط التي ينتجها الجهاز في القناة السمعية.تقترح نتائج قياس طبلة الأذن غير الطبيعية وجود إصابة بنقص السمع التوصيلي.

يقيس اختبار استجابة جذع الدماغ السمعية النبضات العصبية في جذع الدماغ الناجمة عن الإشارات الصوتية في الأذنين.تساعد المعلومات التالية على تحديد نوع الإشارات التي يتلقاها الدماغ من الأذنين.تكون نتائج الاختبارات غير طبيعية عند المرضى الذين يعانون من بعض أنواع نقص السمع الحسي العصبي، وعند المرضى الذين يعانون من العديد من أنواع عديدة من الاضطرابات الدماغية.يُستخدم اختبار استجابة جذع الدماغ السمعية عند الأطفال الرضع، وقد يستخدم أيضًا لمراقبة بعض وظائف الدماغ عند المرضى في حالة الغيبوبة أو الذين يخضعون لعمل جراحي في الدماغ.

يقيس اختبار تخطيط كهربية القوقعةElectrocochleography نشاط القوقعة والعصب السمعي عن طريق قطب يُوضع على طبلة الأذن أو يمر عبرها.يمكن استخدام هذا الاختبار بالإضافة إلى اختبار استجابة جذع الدماغ السمعية لقياس السمع عند المرضى الذين لا يستطيعون الاستجابة تجاه الأصوات بشكل إرادي.على سبيل المثال، يَجرِي استخدام هذه الاختبارات لمعرفة ما إذا كان الأطفال الرضع والأطفال الصغار جدًّا يعانون من نقص سمع شديد (صمم) وما إذا كان المريض يكذب أو يبالغ في ادعاء نقص السمع (ضعف السمع ذو المنشأ النفسي psychogenic hypacusis).

يستخدم اختبار الانبعاثات الأذنية السمعية يستخدم الصوت لتحفيز الأذن الداخلية (القوقعة).بعد ذلك تقوم الأذن نفسها بتوليد صوت منخفض الشدة جدًّا مطابق للصوت المحفّز.يجري تسجيل هذه الانبعاثات القوقعية باستخدام أجهزة إلكترونية متطورة وتستخدم بشكل روتيني في العديد من دور الحضانة لتحري حالات نقص السمع الوراثي لدى الأطفال حديثي الولادة، كما تُستخدم بهدف مراقبة السمع عند المرضى الذين يستخدمون أدوية سامة للأذن.كما يستخدم هذا الاختبار أيضًا عند البالغين للمساعدة في تحديد سبب نقص السمع.


الوقاية

يساعد الحدّ من التعرض للضجيج الصاخب في الوقاية من نقص السمع.ينبغي الحدّ من الأصوات المرتفعة والأصوات التي تستمر لفترة طويلة.يجب على الأشخاص الذين يتعرضون لسماع أصوات ضجيج مرتفع بانتظام ارتداء واقيات للأذن (مثل سدادات الأذن البلاستيكية، أو السدادات المملوءة بالغليسرين).وقد نصت إدارة السلامة والصحة المهنية (OSHA) في الولايات المتحدة الأمريكية التابعة لوزارة العمل وغيرها من الهيئات المماثلة في العديد من الدول حول العالم على معايير بشأن طول الفترة الزمنية التي يمكن أن يتعرض فيها الناس لأصوات الضجيج.وكلما ازدادت شدة الضجيج، كلما كان الوقت المسموح به للتعرض أقصر.


المُعالجَة

يُعالج نقص السمع بعلاج السبب الذي أدى له.على سبيل المثال، يقوم الطبيب باستئصال الأورام الحميدة أو السرطانية.وإذا كان ذلك ممكنًا، فسوف يوقف المريض عن تناول الأدوية السامة للأذن (ما لم تكن الحاجة إلى الدواء تفوق خطر التسبب بمزيد من نقص السمع).وهناك العديد من أنواع نقص السمع التي لا يرجى شفاؤها، وتُعالج باستخدام الأجهزة المقوية للسمع بالإضافة إلى اتباع استراتيجيات مساعدة واستخدام تقنيات حديثة.

الاستراتيجيات والتقنيات المساعدة

تتوفر عدة أنواع من الأجهزة المساعدة للمرضى الذين يعانون من نقص كبير في السمع.أنظمة الإنذار التي تشغل ضوءاً يتيح للأشخاص الذين يعانون من نقص السمع معرفة متى يرن جرس الباب، أو متى يصدر كاشف الدخان تحذيراً، أو متى يبكي الطفل.أنظمة الصوت الخاصة التي تصدر إشارات بالأشعَّة تحت الحمراء أو إشارات راديوية تساعد المرضى على السماع في المسارح أو قاعات الحفلات أو أماكن التجمع الأخرى حيث تزدحم أصوات الضجيج.تعرض العديد من البرامج التلفزيونية حواشي في أسفل الشاشة تحتوي على نص المادة التلفزيونية.كما تتوفر أجهزة اتصالات هاتفية خاصة بمرضى فقدان السمع.أما المرضى الذين يعانون من نقص سمع شديد فكثيراً ما يستخدمون لغة الإشارة.تُعد لغة الإشارة الأمريكية (ASL) اللغة الأكثر شُيُوعًا في الولايات المتحدة.هناك أنواع أخرى من لغة الإشارة باستخدام علامات مرئية، وتشمل اللغة الإنجليزية الموقّعة Signed English، لغة التوقيع الدقيق للإنجليزية Signing Exact English، ولغة الكلام المُبرهن Cued Speech.تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 300 لغة إشارة فريدة من نوعها حول العالم، حيث تمتلك البلدان والثقافات والقرى المختلفة شكلًا فريدًا خاصًا بها للغة الإشارة.

الصمم أحادي الجانب

لا يواجه المرضى الذين يعانون من نقص السمع في أذن واحدة فقط (الصمم أحادي الجانب [SSD]) من أية مشاكل عند الحديث مع شخص آخر.ولكنهم يعجزون عن فهم الحديث بشكل واضح مع وجود أصوات متعددة في المحيط أو في وسط يعج بالضجيج (كما هيَ الحال في الفصول الدراسية، أو قاعات الاجتماعات أو الحفلات).علاوة على ذلك، فإن الأشخاص الذين يسمعون من أذن واحدة يكونون غير قادرين على تحديد موقع مصدر الصوت.كثيراً ما يكون الصمم أحادي الجانب حالة مؤثرة بشكل بالغ على حياة المريض، وتؤدي إلى إعاقة واضحة في العمل والمواقف الاجتماعية.يُعالَج الصمم أحادي الجانب باستخدام جهاز توجيه الإشارة إلى الجانب المقابل المساعد للسمع Contralateral Routing of Signal (CROS) أو باستخدام الطعوم السمعية المثبتة بالعظم التي تلتقط الأصوات من الأذن المصابة بالصمم، وتحولها إلى الأذن السليمة.على الرغم من أن هذه التقنيات تساعد على تحسين السمع في الأوساط الصاخبة، إلا أنها لا تساعد على تحديد موقع مصدر الصوت.وقد شهدت الفترة الماضية تزايد معدلات إجراء الطعوم القوقعيةبنجاح عند المرضى المصابين بصمم أحادي الجانب، لا سيما إذا كان مصحوبًا بحالة شديدة من الطنين tinnitus.كما إن هذه الطعوم تساعد المرضى على تحديد موقع مصدر الصوت.


العلاج عند الأطفال

بالإضافة إلى علاج الأَسبَاب واستخدام الأجهزة المساعدة على السمع، يحتاج الأطفال الذين يعانون من نقص السمع إلى دعم تطوير لغتهم باستخدام العلاج المناسب.وبما أن الطفل ينبغي أن يكون قادرًا على سماع اللغة لكي يتعلمها بشكل عفوي، فإن معظم الأطفال الذين يعانون من الصمم يحتاجون تدريباً خاصاً لكي يتمكنوا من اكتساب اللغة.من الناحية المثالية، ينبغي أن يبدأ هذا التدريب حالما يَجرِي تشخيص حالة نقص السمع عند الطفل.والاستثناء لذلك هو الطفل الذي ينشأ في كنف والدين يعانيان من الصمم أيضًا ويجيدان لغة الإشارة.كما يحتاج الأطفال الصم أيضًا إلى وسيلة للتواصل قبل أن البدء بتعمل الكلام.على سبيل المثال، يمكن للغة الإشارة المصممة خصيصًا للأطفال للرضع أن توفر أساسًا لتطوير لغة منطوقة لاحقًا إذا لم يكن الطعم القوقعي متاحاً.ولكن، لا يوجد بديل بالنسبة للأطفال عن سماع أصوات الكلام لتحقيق فهم وإدراك دقيق للكلام واللغة.قد يكون الطعم القوقعي مفيدًا للرضع الذين يعانون من نقص شديد في السمع في كلتا الأذنين والذين لا يستطيعون سماع الأصوات حتى مع استخدام الأجهزة المساعدة على السمع.وكلما جرى زرع الطعم بشكل أبكر عند الأطفال الصم، كلما تحسنت القدرة على السمع لديهم.على الرغم من أن الطعم القوقعي يساعد العديد من الأطفال الذين يعانون من الصمم الخلقي أو المكتسب، إلا أنه غالبًا ما يكون أكثر فعالية عند الأطفال الذين بدؤوا مسبقاً باكتساب اللغة.في بعض الأحيان قد تتصلب الأذن الداخلية وتلتحم مع العظم عند الأطفال الذين يصابون بالصمم عقب الإصابة بالتهاب السحايا.في مثل هذه الحالات، ينبغي العلاج بالطعم القوقعي في وقت مبكر لتحقيق الفائدة القصوى.كما قد يكون من الممكن علاج الأطفال الذين تضررت أعصابهم السمعية جراء الإصابة بورم عن طريق زرع أقطاب كهربائية في قاعدة الدماغ (جذع الدماغ).قد يواجه الأطفال الذين أجريت لديهم طعوم قوقعية خطراً أعلى بقليل للإصابة بالتهاب السحايا، وذلك بالمقارنة مع الأطفال الذين لم تُجرَ لديهم طعوم قوقعية أو البالغين الذين أجريت لديهم طعوم قوقعية.وينبغي السماح للأطفال الذين يعانون من الصمم في أذن واحدة فقط باستخدام أنظمة خاصة في الفصول الدراسية، مثل المدرب السمعي FM.وفي هذه الأنظمة، يتحدث المعلم من خلال ميكروفون يرسل إشارات إلى الجهاز المساعد على السمع في الأذن السليمة عند الطفل.تُحسن هذه العملية كثيراً من قدرة الطفل على سماع الكلام وسط الضجيج.كما قد يستفيد الأطفال الذين يعانون من الصمم في أذن واحدة فقط من زرع الطعم القوقعي في الأذن الصماء.


بعض الأمور الأساسية التي تخص كبار السن

يعاني كبار السن عادةً من انخفاض تدريجي في السمع، وهو ما يُطلق عليه اسم الصمم الشيخوخي.تشير الإحصائيات إلى أنأكثر من ثلث الأشخاص فوق 65 عامًا وأكثر من نصف الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عامًا يعانون من تراجع في قوة السمع.ولكن، ينبغي على الأطباء تقييم كبار السن الذين يعانون من نقص السمع، لأن السبب قد لا يكون الشيخوخة.فقد يعاني بعض المرضى من ورم، أو اضطراب عصبي، أو مرض مناعة ذاتية، أو قد ينجم نقص السمع عن سبب يمكن علاجه بسهولة.حتى وإن كان نقص السمع خفيفاً، فإنه يجعل فهم الكلام أكثر صعوبةً، ويدفع كبار السن إلى سلوكيات محددة شائعة.فعلى سبيل المثال، قد يتجنب المسن المصاب بنقص السمع الخفيف الحديث مع الناس.وقد يكون فهم الكلام أكثر صعوبةً، خاصةً مع وجود ضجيج في الخلفية أو تحدث أكثر من شخص في وقت واحد، كما هي الحال في الاجتماعات العائلية ضمن المنزل أو خارجه.وإن تكرار الطلب من الآخرين بالتحدث بصوت أعلى قد يُحرج كلاً من المتحدث والمستمع.قد يُسيء الشخص الذي يعاني من نقص السمع من فهم أسئلة الآخرين، ويقدم إجابات غريبة، مما قد يدفع المستمعين للاعتقاد بأنه يعاني من تشوش ذهني.كما قد لا يدرك ذلك الشخص مدى ارتفاع صوته، مما يدفعه إلى الصراخ، وهو ما يثني الآخرين عن الحديث معه أو الاستماع إليه.وبالتالي، يمكن أن لنقص السمع أن يؤدي إلى العزلة الاجتماعية، وتجنب ممارسة الأنشطة الجماعية، فيفقد الدعم الاجتماعي، ويُصاب بالاكتئاب.أما عند مرضى الخرف، فقد يزيد نقص السمع من صعوبة التواصل.يساعد تصحيح نقص السمع عند مرضى الخرف على تسهيل التعامل مع الحالة.كما ينعكس تصحيح نقص السمع بشكل واضح وإيجابي على الصحة الجسدية والنفسية والاجتماعية.

الصمم الشيخوخي

الصمم الشيخوخي presbycusis هو نقص السمع المرتبط بالعمر.قد ينجم عن مزيج من التدهور المرتبط بالتقدم بالعمر، وآثار التعرض المزمن للضوضاء، والعَوامِل الجينية.يؤثر نقص السمع عادة في ترددات الصوت الأعلى أولاً، وعادة ما تبدأ الحالة في عمر يتراوح بين 55-65 سنة (وأحيَانًا في وقتٍ أبكر).إن فقدان السمع عالي التردد يجعل من الصعب على المريض فهم الكلام بشكل خاص، حتى وإن بدت درجة ارتفاع الصوت مناسبة.وذلك لأن أصوات بعض الحروف الساكنة (مثل ب، ت، د، س، ك) هي أصوات عالية التردد.تكون هذه الأصوات الساكنة الأكثر أهمية للتعرف على الكلام.فعلى سبيل المثال، عند لفظ كلمات مثل "shoe" أو "blue" أو "true" أو "too"، يمكن للعديد من المسنّين الذين يعانون من الصمم الشيخوخي سماع صوت "وو"، لكنهم لا يستطيعون التعرف على الكلمة التي جَرَى نطقها بسبب عدم قدرتهم على التمييز بين الحروف الساكنة.ويعتقد المسن عندها بأن الشخص الذي أمامه يهمهم أو يتعمد النطق بكلام غير مفهوم.فإذا حاول المتكلم رفع صوته، فغالبًا ما سيؤدي ذلك إلى رفع درجة صوت الأحرف الصوتية (ذات التردد المنخفض)، وبالتالي فلن يحسن كثيراً من فهم المسن للكلام.ويزيد وجود ضجيج كبير في الخلفية من صعوبة فهم الكلام بشكل خاص.

التحرّي والاستقصاء

من الضروري فحص قوة السمع عند كبار السن، لأن كثيراً منهم لا يلاحظون ذلك بأنفسهم.يمكن لأفراد الأسرة أو الأطباء أن يسألوا المسن سلسلة من الأسئلة:هل تتسبب المشكلة السمعية بشعورك بالحرج عند مقابلة الناس؟هل تتسبب المشكلة السمعية بشعورك بالإحباط عند التحدث إلى أحد أفراد العائلة؟هل تواجه صعوبة في الاستماع لهمس شخص ما؟هل تشعر بأنك تعاني من مشكلة في السمع؟هل تتسبب المشكلة السمعية بصعوبات عند زيارتك للأصدقاء أو الأقارب أو الجيران؟هل تدفعك المشكلة السمعية إلى تجنب الذهاب إلى التجمعات الدينية بشكل أقل مما تريد؟هل تسبب المشكلة السمعية حدوث سجالات مع أفراد العائلة؟هل تسبب المشكلة السمعية صعوبة الاستماع إلى التلفزيون أو الراديو؟هل تشعر أنك مصاب بمشكلة في السمع تعكر حياتك الشخصية أو الاجتماعية؟هل تسبب المشكلة السمعية صعوبة لك عند وجودك في مطعم مع أقارب أو أصدقاء؟لكل سؤال، الإجابة بـ "لا"= 0 نقطة، الإجابة بـ "أحيانا" = 2 نقطة، الإجابة بـ "نعم" = 4 نقاط.إذا كانت النتيجة أكثر من 10 نقاط، فيشير ذلك إلى الإصابة بنقص شديد في السمع، ويوصى المسن بمراجع اختصاصي أمراض السمع.


مقدم لكم من شركة Merck & Co, Inc., Rahway, NJ, الولايات المتحدة الأمريكية (المعروفة باسم MSD خارج الولايات المتحدة وكندا) — مكرسة لاستخدام العلوم المتطورة لإنقاذ الأرواح وتحسين الحياة في جميع أنحاء العالم وتمت مراجعته من الدكتور فريد الغامدي

٤ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating
bottom of page